ولد بلال:ما حدث في مطار نواكشوط مؤلم و مؤسف
من البديهي أن الاعتداء على الشرطة عمل مدان قانونيا وأخلاقيًا تحت أي ظرف كان. لا نقاش في ذلك أبدا، ولا داعي للخوض فيه حتى يقول القضاء كلمته في حق الطفل (وعمره أقل من 18 سنة) جراء اعتدائه على الشرطي.
شخصيا، أدين بشدة الاعتداء على الوكلاء العموميين أثناء مزاولتهم عملهم، ومع ذلك، أرى أن الحادثة كشفت عن نقاط ضعف واختلالات كبيرة في فهم النصوص الإدارية وتنفيذها بتبصر وعقلانية. وإلاّ، كيف يمنع رجل بمستوى محمد ولد كركوب من دخول “صالون الشخصيات”؟ أطرح هذا السؤال لأن الرجل جاري وصديقي؛ نعم الجار هو، ونعم الصديق.
محمد ولد كركوب لمن لا يعرفه فتى من نوادر الفتيان العصاميين الذين نجحوا في مجال المال والأعمال بعيدا عن كواليس السلطة والإدارة. آتاه الله من فضله ما جنبه المساومة على نفسه وشرفه.
و وقاه الله شر التلوث بالعشريات و العشرينيات والحملات والمنظمات.
لن تجد له ذكر مزعج ولا أثر محرج في حزب ولا حلف ولا عمل مشبوه..
أسس شركات في مجال الطاقة وغيرها في عموم البلاد. وشيّد وحدات صناعية في الخارج (غينيا و المغرب). وساهم وما زال في توظيف حملة الشهادات بالعشرات والعمال وأصحاب المهن بالمئات في مجالات مختلفة.
نظراء محمد ولد كركوب في العالم من حولنا يحظون بتقدير واحترام الدولة والناس.
وتتراجع البورصة وتنزعج الأسواق كلما أصيب أحدهم بزكام بسيط؛ أما عندنا نحن، فإنهم يمنعون من دخول “صالة معهودة “الفوگ الفوگ” للشخصيات المرموقة، و “اتّحت اتّحت” متسامحة مع الجميع.
لو كنت عاملا بالمطار لفتحت له باب “الصالة” طبقا لروح النص وعملا بمقتضاه، ومتجاوزا معناه الحرفي. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن المهم في شخصية محمد ولد كركوب ليس جانب المال والأعمال والالتزام؛ بل هو جانب الاستقامة والعبادة والانفاق في سبيل الله.
هذا الشاب يبني المساجد من حلال ماله، ويتحمل نفقاتها وأجور و مرتبات عمالها في أنحاء عديدة من البلد، ويبنى المساكن للفقراء و يصرف على الأيتام.. كل ذلك يتم بعيدا عن الأضواء والإعلام والمكاسب الدنيوية. لا سياسة فيه ولا رياء.
بكلمة واحدة : لا مسوغ للاعتداء على الشرطي إطلاقا، و من الخطأ سد باب صالة “الشخصيات” في وجه محمد ولد كركوب لأن مقتضى التعليمات وطبيعة الصالة تقول غير ذلك. هذا بالإضافة إلى أن محمد كركوب يسافر من وإلى مطار نواكشوط منذ سنين ولم يسد أمامه باب الصالة أبدا!