يا فخامة الرئيس، ما أبهى هذا المجد!/محمد الأمين ولد الشيخ خطاري

من التاسع إلى الحادي عشر من يوليو سنة 2025، تحتضن العاصمة الأمريكية واشنطن قمة رفيعة المستوى دعا إليها الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، ووجَّه الدعوة شخصيًا إلى خمسة من قادة الدول الإفريقية، ليكونوا شركاءه في حوار مغلق حول مستقبل الشراكة بين الولايات المتحدة والقارة السمراء.

ومن بين هؤلاء القادة المميزين، يتألق اسم فخامتكم، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، ممثلًا لموريتانيا بوقار الدولة، وهيبة القيادة، ونقاء الرؤية. وإنّ اختياركم ضمن هذه النخبة القليلة، ليس مجرد خطوة بروتوكولية، بل شهادة دولية على المكانة التي أصبحت تحتلها موريتانيا بقيادتكم في محافل الأمم.

ففي أعيننا، نحن أبناء الوطن – خاصةً من نعيش في الخارج أو نتحرك في فضاءات العلاقات الدولية – تُجسّد هذه الدعوة نصرًا رمزيًا عظيمًا، لا يُقاس بالأضواء، بل بأثره العميق في النفوس والصدور.

لقد لاحظنا منذ أيام شيئًا جديدًا في مواقف شركائنا، في النقاشات الرسمية وغير الرسمية، في العيون والابتسامات والتلميحات. إنها ليست غيرة، بل دهشة ممزوجة بالإعجاب، واحترام لموريتانيا التي بات لها حضور معتبر، وصوت يُنصت إليه.

هذا النوع من التقدير لا يُمنح صدفة، بل يُكتسب بثبات الموقف، ونظافة اليد، ورجاحة العقل. واليوم، ينعكس فخركم على وجه كل موريتاني، ويزيدنا عزًّا وكرامةً وثقة في ذواتنا.

إن الدعوة التي تلقّيتموها من رئيس أقوى دولة في العالم هي بمثابة اعتراف عالمي بقيادتكم الرشيدة، ومكافأة لمسيرة حافلة بالثبات، والحكمة، والعمل الجاد.

وهكذا، ترتفع راية موريتانيا إلى حيث ينبغي أن تكون، شامخة بين الأمم، يُحيطها التقدير، ويُرافقها الاحترام.

التاريخ لا يُكتَب دائمًا بالصخب، بل كثيرًا ما تصوغه الخطى الصامتة لرجال الحكم والبصيرة. وقد رأينا ذلك في مانديلا، بورقيبة، وهوفويه بوانيي… واليوم نراه جليًّا فيكم، فخامة الرئيس، من خلال قيادتكم الهادئة، الصلبة، المتوازنة، التي تبني ولا تهدم، وتجمع ولا تفرّق، وتوجّه ولا تُملي.

واصلوا، فخامتكم، مسيرتكم المباركة، ونحن من خلفكم، نرفع رؤوسنا، ونعتز بانتمائنا، ونتطلع إلى غدٍ يليق بموريتانيا.

وحين تكتب الأيام سيرتكم، فلن تحتاجو إلى من يمدح، بل سيكفيكم فخر أمةٍ نهضت بكم، واعتدلت قامتُها بين الأمم.

جزاكم الله عنّا خير الجزاء.

رئيس لجنة العلاقات الدولية باتحاد أرباب العمل الموريتانيين