نص خطاب رئيس الجمهورية أمام منتدى ابدجاه

سيداتي سادتي

أود في البداية أن أشكر جمهورية كوت ديفوار الشقيقة و منتدى الرؤساء التنفيذيين في إفريقيا، على إتاحة هذه الفرصة اليوم لبلادنا للتبادل مباشرة بيننا وهذا العدد الكبير من المستثمرين ذوي المستويات العالية المعنيين بالتنمية في إفريقيا.

فهذا اللقاء يشكل مساهمة لموريتانيا و فرصة جيدة من أجل الاطلاع على هذه الفرص الاستثمارية، و ربط الاتصال مع من يرغبون في مواكبتنا في جهود بناء اقتصاد قوي و متنوع وشامل.

فموريتانيا اليوم تقدم لكم نفسها كبلد ينعم بالسلام و الاستقرار و الأمن يتوفر على فرص اقتصادية هائلة، طموحه أن يحقق تنمية شاملة مدعومة، فهي بلد ديمقراطي غني حيث تحترم حرية تنقل الأفراد و الممتلكات و الأفكار مع قانون استثمارات جذاب و مشجع و توجهات استيراتيجية تركز أساسا على تنمية القطاع الخاص و الشراكة الجيدة بين القطاعين العام و الخاص.

إن موريتانيا توفر بهذه العوامل و غيرها فرصا كثيرة للاستثمار يدعمها، من بين عوامل أخرى، واجهتها البحرية التي تمتد على طول 700 كلم، إضافة إلى منطقة اقتصادية خاصة تبلغ 234 كلم مربع، و مقدرات بحرية غنية تضم 600 نوع تم حصرها يبلغ إنتاجها 1.7 مليون طن سنويا، بينما تقدر ثروتها الحيوانية ب 20 مليون رأس، وتبلغ المساحات الزراعية ب 500 ألف هكتار، منها 135 ألف هكتارا مروية، إضافة إلى مخزون من الثروات الاستخراجية مثل النفط و الغاز إلخ …

كما أن السياسات و الإصلاحات التي انتهجناها خلال السنوات الماضية كانت عاملا أساسيا في تعزيز ثقة المستثمرين و لفت انتباههم لمقدرات البلاد.

و بخصوص الموارد البشرية التي تمثل دعامة أساسية في استراتيجية التنمية الاقتصادية، فقد أولينا عناية خاصة للصحة و التعليم.

كما قمنا بتسيير و مواجهة وباء كوفيد 19، بصورة فعالة نالت احترام و إعجاب العديد من المؤسسات الدولية، في الوقت الذي استطعنا فيه حماية مواطنينا بتوفير الظروف المطلوبة بما ساهم في تحسين خدمات الصحة العمومية مع مواصلة تعزيز و تحسين هذه الخدمات بصورة مستمرة.

و فيما يتعلق بالتهذيب فقد تم وضع إصلاحات عميقة لنظامنا التهذيبي في الوقت الحالي في طورها النهائي، كما قمنا خلال السنوات الأخيرة بجهود كبيرة للتحكم في المديونية العمومية، ونحن على ثقة من أن شركائنا سيستخلصون خلال اجتماعهم التقويمي المقبل أن حجم المخاطر سيكون متوازنا، مما يفتح آفاقا أمام جباية أكثر استقرارا، وهامشا أوسع للاستثمار العمومي، كما لدينا احتياطات جيدة من العملات الصعبة، و من المؤكد أن التضخم يتصاعد على المستوى العالمي بشكل مستمر لذلك فنحن في موريتانيا نواجه هذه التأثيرات بجملة من الإجراءات من أجل حماية القدرة الشرائية للفئات الأكثر هشاشة مع احترام سياسة مالية مسؤولة و ننتظر مع شركائنا السنغاليين و شركتي بريتيش بتروليوم و كوسموس، إنتاج الغاز خلال السنة القادمة، هذا إلى جانب إنتاج الحديد من طرف شركة إسنيم و الذهب من طرف شركة كينروس، مما يمثل لبنة أخرى في بناء الاقتصاد الوطني، و عاملا إضافيا في استقرار النظام الجبائي في موريتانيا.

و في نفس السياق، أشير إلى ما تحتضنه بلادي من احتياطات الطاقة المتجددة و الهيدروجين الأخضر، مما أفضى إلى التزام قوي بحجم استثمارات لم يسبق لها مثيل في موريتانيا ويفتح عهدا جديدا لم يسبق أن عرفته البلاد.

وندعوكم إلى استغلال هذه الفرص الاستثمارية، فالإصلاحات التي قيم بها مؤخرا من أجل الشراكة بين القطاعين العمومي والخصوصي في مجالات البنى التحتية وتحسين مناخ الأعمال من شأنها جذب المزيد من الاستثمارات بحجم أكبر خاصة في مجال الصناعات الاستخراجية، إن قطاعات مثل البنى التحتية والزراعة والصيد والتقنيات الجديدة، تشكل بالنسبة للمستثمرين من كل الجنسيات مجالات استثمارية واعدة.

وبعد لحظات ستعرض أمامكم مشاريع استثمارات تم انتقاؤها وفقا لاهتمامات المستثمرين، وأنا واثق من أنها ستثير اهتمام العديد منكم، كما أكد لكم أن الحكومة والإدارة ستواكبكم في تنفيذ هذه المشاريع، كما أدعوكم لزيارة بلادنا للإطلاع على فرص الاستثمار التي تتوفر عليها”.